بسم الله الرحمن الرحيم ..
مش قادر خلاص !!!
مش لاقي غير الانتحار !! ؟؟
يا عم دي عيشة تقرف ..مشاكل و قرف و هموم ..
كل حاجة في الدنيا دي خنيقة , و ما فيهاش حاجة حلوة ..نفسي أموت بقى و أخلص من الهم و الخنقة و المشاكل دي ..نفسي أموت بقى و أستريح ...
سليم .. سليم .. سليييييييييييييييييييييم .. (اقتلني يا سليم) استنى يا سليم .. لحظة بس هكلم الراجل , و بعدين لو أصر إنك تقتله ابقى تعالى ..استنانا بره دلوقتي يا سليم
.
.
بص يا سيدي .. أنا معاك إن الدنيا وحشة و خنيقة و مليانة هموم و قرف و مشاكل ..بس هي دي طبيعتها :
طُبعت على كدرٍ و أنت تريدها *** من غير أقذاءٍ و لا أكدارِ
و مكلف الأشياء ضد طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نارِ
و الدنيا دي أوحش و أسوأ مما تتصور .. لدرجة أنها ملعونة .. !!!
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه و عالما أو متعلما "بل دي لازم تبقى خنيقة أصلا ..
اسمع لقول الرسول –صلى الله عليه و سلم- : "الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر"عارف يعني ايه سجن ؟؟يعني طبيعي إنها تبقى خنقة و شقاء و عناء و بلاء و بكاء واء واء واء
يبقى الحاجات اللي بتحصل لك في الدنيا دي طبيعية .. و لازمة من لوازم الدنيا ..
لكن اللي مش طبيعي إنك تتمنى الموت و يبقى نفسك تنتحر و تخلص من حياتك دي ..
أنا عارف أكيد إنك عارف إن الانتحار حرام .. صح ؟بس أنا هفكرك بحديثين بس ..
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا "
و الحديث الثاني : " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع فأخذ سكينا ، فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة "
و مش عاوزين نتكلم كتير في النقطة دي لأن متهيا لي كلنا متفقين إن الانتحار حرام ..لكن هو بس من كتر الهموم و المشاكل الواحد بيتهيأ له إنه هيكون أرحم من الدنيا دي ..
بس هو مش كده خالص ..
و لو أنّا إذا متنا تُركنا *** لكان الموت راحة كل حيِ
و لكنّا إذا متنا بُعثنا *** و نُسأل بعده عن كل شيءِ
ده حتى تمني الموت بس .. حرام .. –و هتعرف ليه لما أقول لك على فايدة الدنيا في الآخر- و الأدلة على ده كتير ..
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم - : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا الموت فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي "
طيب هو الرسول أصلا لا ينهانا إلا عما يضرنا , و لا يأمرنا إلا بما ينفعنا ..طيب افرض مثلا إن الانتحار ما كانش حرام !!!كان هيبقى تمني الموت برضه حلو ة لا لأ ؟؟ كان هيبقى برضه وحش و هتبقى خسارة كبيرة لو الواحد انتحر ..و أقول لك ليه ...
فاكر أيام الدراسة .. و وجع القلب و المذاكرة و الزنقة السودة ساعة الامتحان .. حيث (يُضرب) المرء أو يهان .. لما تكون في الامتحان أبو 3 ساعات – ربنا ما يعيدها أيام – و تيجي مش عارف شوية أسئلة .. و وقفت مش عارف تحل ..بتعمل ايه ؟؟
أكيد بتسلم الورقة و تطلع على طول من اللجنة بعد نص الوقت علشان تستريح من الضغط النفسي اللي في اللجنة .. صح ؟؟صح ايه ؟؟ ده غلط خالص .. ده انت بتقعد تعصر دماغك أو تحاول (تستعين بصديق) لحد آخر ثانية في الوقت لحد ما المراقب ييجي و يشد الورقة منك .. صح ؟؟
طيب ما هي الحياة = ابتلاء = امتحان
يبقى لازم تحاول و تحاول تتغلب على العوائق و الأسئلة الصعبة و الضغط النفسي لحد آخر لحظة .. علشان بعد ما تسلم الورقة و تشوف النتيجة ما تجيش تقول ياريتني كنت كملت الوقت للآخر !!فاهمني و لا ؟؟
طيب ما الرسول –صلى الله عليه و سلم- نهانا عن تمني الموت علشان كده ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"" . رواه البخاري .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات انقطع أمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا "" . رواه مسلم .
يعني يعني لو كنت بتعمل خير .. تزداد فيه ...
و لو كنت بتعمل شر .. ربنا يتوب عليك قبل ما تموت .. و قبل ما تقفل باب التوبة بإيدك !!
هتقول لي يا عم ده أنا بقائي في الدنيا أصلا جاي عليا بخسارة ..
لأني كل يوم بتزيد سيئاتي و (بنيل الدنيا) أكتر ..
بص يا( CD)=(سي دي)=(سيدي) هو تمني الموت له أسباب كتيرة ..
منها : (1) إن الواحد يبقى مضيع و بيعمل بلاوي كتير-و ده هنتكلم عليه في الآخر خالص علشان نفضفض و ناخد راحتنا- ..و منها (2) إن الواحد بيكون زهقان من المشاكل اللي حواليه ليل نهار
أو السبب الأخير (3) إنه يكون (زهقان و خلاص) و ما لهوش نفس يعيش ..و خلينا نتكلم عن كل سبب من دول باختصار . .
.
.
نبدأ بحكاية الهموم الكتير و المشاكل اللي بتخلي الواحد يتمنى الموت ...
بص يا عمي ..
هو لما عربيتك (الهيونداي) بتعطل .. بتروح لمين ؟؟أكيد بتروح للناس اللي صنعوها ... بس مش في كوريا طبعا ..
بتروح التوكيل علشان هم أعلم الناس بالأعطال في الحاجة اللي صانعينها ...
طيب ما ربنا هو اللي خلقك .. (الذي خلقك فسواك فعدلك) .. و ربنا اللي وضعك في هذه الدنيا .. في الوقت ده في الزمان ده في الظروف دي , بالاسم ده , في العائلة دي ..يعني كل حاجة انت فيها ربنا يعلمها .. و هو اللي خالقك .. و يعلم إنك هتستحمل اللي انت فيه ده .. (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير) .. أكيد يعلم .. و هو بهم لطيف و خبير ..
فلما تعرف إن ربنا اللي خالقك يعلم إنك قد اللي انت فيه ده و تقدر تستحمله بل كمان بيعطيك ثواب على اللي انت فيه ده ,
قال رسول الله : " ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "
يعني أي أي حاجة هتصيبك .. سواء هم أو غم أو مشاكل أو حتى كوعك اتخبط في حاجة .. سيكفر الله بها من خطاياك ..لما تعرف كل ده .. يبقى أكيد إن شاء الله تقدر تستحمل اللي انت فيه ..و لا تتمنى الموت بسببه ... و للمزيد عن النقطة دي ياريت تقرأ موضوع سابق لنا بعنوان (إيييييييييه دنيا !! )
النقطة التانية اللي الواحد ممكن يتمنى الموت علشانها ..
هي .... مش عارف ؟؟؟ !!!
أنا زهقان و خلاص ..
مخنوق من الدنيا من غير سبب ..
مع إن (القشية معدن) و الفلوس موجودة و مافيش مشاكل .. بس أنا زهقان منها و خلاص ..ماليش نفس أعيش .. .
.
أقول لك ياسيدي ..
هل قرأت قبل كده الآية دي : قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }.
وقال تعالى: { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون }.
يقول ابن القيم :
فأهل الهدى والإيمان لهم شرح الصدر واتساعه وانفساحه
وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والحرج .
وقال تعالى: { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه }.
فأهل الإيمان في النور وانشراح الصدر وأهل الضلال في الظلمة وضيق الصدر .
يعني لو جيت تراجع نفسك و تشوف أسباب الخنقة اللي من غير سبب دي هتلاقي إن السبب هو التقصير في العبادة و البعد عن الله عز و جل ..
قال أحد السلف : "إذا قصر العبد في العمل .. ابتلاه الله بالهموم"
يعني شوف كده بقا لك قد ايه لم تصلي بخشوع مثلا ..أو لم تتدبر القرآن أو أو ...و لأن القلب لا بنصلح حاله إلا بالقرب من الله عز و جل ..و اسمع لكلام ابن القيم في الموضوع ده :
"إن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا
وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه
وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده
فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه و معبوده
فحينئذ يباشر روح الحياة و يذوق طعمها و يصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق ولأجله خلقت الجنة والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة "
أظنك دلوقتي فهمت إيه سبب الخنقة اللي من غير سبب الي بتخليك كاره الدنيا و نفسك تنتحر دي ..
و برضه كنا اتكلمنا عن النقطة دي قبل كده في موضوع بعنوان ( لما تبقى مخنوق .. ليه ما تشربش بمناخيرك )
آخر نقطة بقى و اللي ما اتكلمناش عليها قبل كده ..
لما تكون عاوز تموت علشان (العملية بايظة بايظة) و على كلامك إن كل يوم سيئاتك بتزيد أكتر .. و كل يوم جاي عليك بخسارة .. يعني كل ما أموت بدري يبقى احسن .....
أقول لك ... انت غلطان جدا قوي خالص ..
عاوز تعرف غلطان ليه ؟؟
يتبع إن شاء الله فى الجزء الثاني
--------
>>> الجزء الثاني
آخر نقطة بقى و اللي ما اتكلمناش عليها قبل كده ..
لما تكون عاوز تموت علشان (العملية بايظة بايظة) و على كلامك إن كل يوم سيئاتك بتزيد أكتر .. و كل يوم جاي عليك بخسارة .. يعني كل ما أموت بدري يبقى احسن .....
أقول لك ... انت غلطان جدا قوي خالص ..
عاوز تعرف غلطان ليه ؟؟
تعالى نعد الحسنات و السيئات اللي بتعملها في اليوم .. و نشوف مين الأكثر .. ماشي ؟؟
هنفترض إنك (واد مضيّع) بقى و و لا في دماغك .. و خلينا نشوف يومك هتبقى السيئات فيه إزاي ؟؟
أول ما تصحى من النوم مثلا هتلاقي الراديو شغال من امبارح بالليل على الـFM و الفنانين و الفنانات نازلين (تجعير) علشان (الجماهير .. المهابيل) .. آدي شوية سيئات من أولها ..
بعدين هتعمل الفطار و تقعد قدام التليفزيون و تشغل مثلا Melody أو روتانا و تتفرج على شوية أفلام خايبة على الصبح كده ..
و بعدين هتلبس و تخرج تروح الكلية مثلا أو الشغل .. و (عينك عاللي رايحة و اللي جاية) , توصل الكلية مثلا تلاقي الدكتور دخل و قفل المدرج أو المدير (شطّب) عليك تقعد تشتم فيه شوية .. و تكمل اليوم لحد ما ترجع تاني في طريق العودة نفس النظام ..
شوف السيئات اللي جمعتها يعملوا كام سيئة كده ؟؟ 100 ؟؟ أكتر ؟؟ 500 ؟؟ طيب 1000 ؟؟
خليهم مائة ألف سيئة لا غير –انت دافع حاجة من جيبك ؟ - ..
آه صحيح .. أنا افترضت السيئات دي علشان هي اللي الواحد ما بيقدرش غالبا يمسك نفسه عنها رغم إنه بيحاول و بيفشل ..
و مش هفترض إنك بتعاكس بنات مثلا و لا (بتبلطج) على الناس علشان دي سيئات ممكن تبطلها , إنما الإنسان اللي عاوز يتوب علشان خايف من ذنوبه ده .. يبقى أكيد بيعمل السيئات غصب عنه و نفسه يبطلها بس هو مش بيقدر ..لكن بيحاول على طول !!
تعالى بقى نعد الحسنات اللي عملتها في اليوم ..
صحيت من النوم .. طبعا انت بتصلي .. لأن مافيش مسلم ما بيصليش , كما قال رسول الله : " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة .. فمن تركها فقد كفر " .. يبقى أول حاجة هتعملها .. إنك هتقوم تتوضأ .. شوف بقى السيئات اللي هتروح قد إيه ..
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : " ما منكم رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق فيستنثر إلا خرت خطايا وجهه من فيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل رجليه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام وصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل و فرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه " رواه مسلم .
شفت الذنوب كلها راحت إزاي ؟؟
و بعد الوضوء الصلاة ..
قل رسول الله : " إن المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه ، كلما سجد تحاتت عنه ، فيفرغ من صلاته ، وقد تحاتت خطاياه"
تمام كده ؟؟ كل ده راح و انت مش واخد بالك خالص ..
تبدأ في الصلاة .. بالفاتحة و بعدها سورة .. يعين بتقرأ قرآن ...
و الرسول بيقول : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول: "ألم" حرف و لكن: ألف حرف و لام حرف و ميم حرف "
و شوف انت بتقرأ كام آية في الركعة و كام ركعة في الصلاة و كام صلاة في اليوم و الحسنة بعشر أمثالها ..
و و أنت ماشي في الشارع لو سلمت على واحد ..
قال رسول الله : "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يفترقا "
و الأحاديث كتيرة في فضائل الأعمال اللي بتلاقي نفسك بتاخد حسنات كتيييير كل يوم و انت مش واخد بالك ..
بل حتى ياسيدي .. مش هقول لك هتاخد حسنات على أعمال خير ..
ده انت هتاخد حسنات على الشر اللي ما عملتهوش ..
قال رسول الله : " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة،فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة ". رواه البخاري.
بقى بالله عليك كل ده مش مكفيك ... و مخليك لسه مفكر إن سيئاتك هتبقى أكتر من حسناتك ؟؟
طيب شوف الحديث ده بقى علشان تصدق إن مجرد إنك تكون عايش في الدنيا و بتعبد ربنا عادي بالفرائض بس .. من غير جهاد و لا قيام ليل و لا حاجة من العبادات غير الفرائض ..
ممكن يخليك في مكانة أعلى في الجنة من اللي كان بيجاهد و بيقوم الليل و مجتهد في العبادة ... لكنه مات قبلك ..
روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله
أن رجلين قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا ,
فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر , فغزا المجتهد منهما فاستشهد ,
ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي ,
قال طلحة : فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما ,
فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما ,
ثم خرج فأذن للذي استشهد ,
ثم رجع إلي فقال : ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد ,
فأصبح طلحة يحدث به الناس , فعجبوا لذلك , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحدثوه الحديث ,
فقال : من أي ذلك تعجبون ,
فقالوا : يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد , ودخل هذا الآخِر الجنةَ قبله ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟؟.
قالوا : بلى ,
قال : وأدرك رمضان فصام , و صلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟؟ ،
قالوا : بلى ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض )
ياااااااااااااااه !!!
بقى المجتهد اللي كان بيجاهد يدخل الجنة بعد الراجل العادي اللي مات بعده بسنة ؟؟ ...
و الحديث كمان مش بيقول إنه في السنة دي كان بيجاهد و لا بيقوم اللي و لا حاجة .. مجرد عدد السجدات اللي سجدها في السنة في صلواته العادية .. و عدد الأيام اللي صامها في رمضان عادي ..
شفت بقى (نعمة الحياة) !!
مجرد سنة فرقت كتيييييييييير قوي ..
علشان كده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات انقطع أمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا "" . رواه مسلم .
و خلي بالك من " وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا " .. حط تحتها خطوط كتيييييييييرة ..
مجرد بقاءك في الدنيا مع الحد الأدنى من العبادة .. الفرائض بس .. مما كانت السيئات اللي انت بتعملها – طالما انت مش مصر على السيئة و بتحاول تقلع عنها لكن مش عارف – هتبقى حياتك في ازدياد من الحسنات ..
آخر حاجة بس عاوز أفكرك بيها ..
إن الكلام ده كله من وسوسة الشيطان .. يعني ما تفكرش أنك عاوز تموت بدري أو تؤذي نفسك علشان السيئات اللي انت بتعملها دي يبقى انت كده زاهد في الدنيا .. و إنك ندمان على اللي عملته .. لأن الندم إذا قاد إلى اليأس و الإحباط و لم يقد إلى العمل كان من الشيطان , كما قال تعالى
ليحزن الذين آمنوا) ..
و أختم بحديث يدلك إن الشيطان ممكن يخليك تندم على الذنوب .. مش علشان تتوب منها .. لكن علشان يقودك للإحباط و اليأس و يخليك حزين و يائس و خلاص ..
كما في حديث المقداد بن الأسود :
((( قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه .
قال : فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يُوقظ نائما ويُسمع اليقظان .
قال : ثم يأتي المسجد فيُصلي ، ثم يأتي شرابه فيشرب ، فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي ، فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ، ويصيب عندهم ما به حاجةإلى هذه الجرعة ؟؟ !!
فأتيتها فشربتها,
فلما أن وَغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليهاسبيل ، ندمني الشيطان !!!
فقال : ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلايجده فيدعو عليك فتهلك ، فتذهب دنياك وأخرتك ،
وعَلَيّ شملة إذا وضعتها علىقدمي خرج رأسي ، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي ، وجعل لا يجيئني النوم ، وأماصاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت ))) (*) هذا هو الشاهد من الحديث و الحديث بتمامه في آخر الموضوع لأنه مفيد .
شفت بقى ؟؟؟
أهو الشيطان عاوزك تعمل الذنب .. و يخليك إما تفرح بيه أو تنساه علشان ما تستغفرش .. أو لو عرف أنك هتستغفر يخليك تندم أكثر من اللازم إلى حد اليأس و القنوط ..
فلا تستمع له ..
و إذا عملت ذنب .. استغفر الله و تب .. و اعزم على عدم العودة ..
و لا تيأس من تكرار التوبة لو كررت الذنب - مهمة جدا-
و تذكر حديث رسول الله... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"" إن عبدا أذنب ذنبا ،
فقال: رب! أذنبت فاغفره ،
فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ،
ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنبا ،
فقال: رب! أذنبت ذنبا فاغفره ،
فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ،
ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنبا ،
قال: رب! أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي ،
فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ، فليفعل ما شاء " .
يعني فليفعل ما شاء إن كان سيستمر على نفس الفعل من الاستغفار و الندم و العودة إلى الله بعد كل ذنب.
و ببساطة جدا ... لو عاوزتبوظ كل اللي الشيطان عمله ..
اعمل زي ما الرسول قال لك "و أتبع السيئة الحسنة تمحها" ..
أول ما تعمل سيئة ... اعمل بعدها حسنة على طول .. أي حسنة ..
لو حتى ذكر فقط أو تسبيح أو أي حسنة مهما كانت صغيرة .. علشان تغيظ الشيطان و تبوظ عليه كل اللي عمله
نقطة أخيرة – بجد أخيرة مش زي كل مرة - ..
ممكن الشيطان يقول لك –ما الشيطان صايع و ممكن يأمرك بالمعروف علشان غرض دنيء هو عارفه – يا راجل ؟؟ بقى تمني الموت حرام ؟؟
إذا كان أكابر الصحابة كانوا بيتمنوا أن لم يكونوا موجودين ..
فأبو بكر مثلا كان يقول : "ياليتني كنت شعرة في صدر –أو في جنب- عبدٍ مؤمن".
و عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال:" يا ليتني هذه التبنة ليتني لم أك شيئا ليت أمي لم تلدني ليتني كنت نسياً منسياً" .
و قال أبو الدرداء : "لوددت أني كبش اهلي فمر بهم ضيف فأمروا على أوداجي فأكلوا وأطعموا" .
يعني هم كانوا على غلط يعني ؟؟؟
ما تتمنى الموت زيهم ..
و أنت عملك أقل منهم بكتيييييييييير ..
أقول لك ..
في كتاب "تقريب الزهد" لابن المبارك ..
ذكر أقوال كثيرة لصحابة و تابعين عن أنهم تمنوا لو لم يكونوا موجودين – و لم يتمنوا الموت .. فيه فرق !! -
و في آخر الأقوال دي كلها ذكر مقولة عن الحسن رضي الله عنه ..
بلغنا عن الحسن أنه قال: " تمنوا وتمنوا فلما فاتهم ذلك... جدُّوا ". يعني اجتهدوا .
يعني خلاص ..
هم أتوا إلى الدنيا و خلاص ..
و ما قعدوش يتمنوا كثيرا لأنهم لن يرجعوا .. لذا جدوا في العمل و العبادة ..
يبقى انت الشيطان لو جالك و قال لك تمنى زيهم و اقعد ابكي على الأطلال و اللبن المسكوب و قل ياليت أمي لم تلدني ..
تذكر مقولة الحسن : فلما فاتهم ذلك جدُّوا !!!
بس خلاص ..
مافيش نقط أخيرة تانية ..
و أخيرا ...
أرجو من الله أن أكون خليتك تقلع عن رأيك ... و ما تكونش لسه عاوز (سليم) خلاص ..
و تقدر قيمة النعمة اللي انت فيها .. نعمة الحياة ..
حتى لو كان فيها ما فيها من مشاكل و هموم و بلاء و ذنوب و ..........